أكد عددٌ من المؤرخين
الفلسطينيين أن أحداث الجزء الرابع من مسلسل "باب الحارة"، الذي يُعرض على
قناة MBC1، استندت إلى حقائق تاريخية مهمة خاصة فيما يتعلق بدعم السوريين
للثورة الفلسطينية الكبرى في ثلاثينيات القرن الماضي، مؤكدين أن المسلسل
يرصد بدقة طبيعة العلاقات الوطيدة بين "أهل الشام" والفدائيين الفلسطينيين
آنذاك.وشهدت الحلقات التي عرضت من مسلسل "باب الحارة" تصاعد وتيرة دعم الحارات
السورية سرًا للثوار الفلسطينيين بالسلاح والعتاد، وتجلّي ذلك في قدوم
اثنين من الفدائيين من فلسطين إلى "حارة الضبع" لمقابلة "أبو شهاب" طلبًا
للسلاح، إلا أن اختفاءه جعلهم يلجأون لمختار حارة "الماوي" "أبو صيّاح"
الذي أبدى استعداده لتقديم المدد لهم في حال توفرت الذخيرة.من جانبه، أعرب المؤرخ الدكتور تيسير جبارة في رام الله عن سعادته بأن
تهتم الدراما السورية على غرار "باب الحارة" بإبراز دور المقاومة في حقبٍ
مختلفة من الزمن وتعاون العرب مع بعضهم آنذاك من أجل دحر المحتل، مضيفًا:
"إبّان الثورة الكبرى تردد الفلسطينيون عدة مرات على سوريا طالبين الأسلحة
التي كانوا يأخذونها سرًا بأسعار خاصة، وكانوا يجتازون في ذلك الحدود سرًا
رغم أنف العدو".وأضاف لموقع mbc.net أنه التقى عددًا من رواد الحركة الفلسطينية في زمن
الانتداب البريطاني، ومنهم: محمد عزات دروزة وأكرم زعيتر، اللذان أكدا
بدورهما أنه بالفعل كانت تتم هناك اتصالات سرية فلسطينية سورية ووفقها يتم
المدد بمختلف أشكاله، موضحًا أن الإنجليز عندما ضاقوا ذرعًا بهذا التواصل
بين المقاومة الفلسطينية والسوريين وضعوا أسلاكًا شائكة فاصلة، فما كان من
الثوار إلا أن قطعوا هذه الأسلاك وباعوها في دمشق، وذلك ليشتروا أسلحةً
بثمنها.
انتدابان.. والاحتلال واحد
بدوره،
قال الدكتور زكريا السنوار أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة
الإسلامية بغزة إن الحديث في المسلسل يدور حول فترة الثورة الفلسطينية
الكبرى بين عامي 1936- 1939، حيث يبرز قاسم مشترك بين كل من الشعب السوري
والفلسطيني وهو "الاحتلال"، ذلك أن الفلسطينيين كانوا في ذلك الوقت تحت
حكم الانتداب البريطاني، بينما سوريا كانت تحت الانتداب الفرنوأضاف السنوار أنه نظرًا لمكانة فلسطين القديمة في الصراع وأهميتها عند
المسلمين وجدنا أن أهالي سوريا كانوا يقفون بجانب الفلسطينيين، وليس أدل
على عراقة هذه العلاقات الوطيدة من أن الشيخ عز الدين القسام "مركز
الإلهام" كان سوريًّا؛ حيث يسجل بأنه من أبرز القيادات في التاريخ
الفلسطيني الحديث.وعن الإجراءات التي اتخذها الإنجليز لمنع التواصل بين "الشام" والثوار قال
السنوار إنه في عام 1938 وصل جنرالٌ بريطاني اسمه "تيجارت" على فلسطين
واقترح أن يتم وضع جدار يفصل الحدود الشمالية بين فلسطين ولبنان وشرق
الأردن وسوريا، وبالفعل وضع هذا الجدار وكان عبارة عن أسلاك شائكة
ومكهربة، وأبراج مراقبة، وذلك لهدفين؛ الأول منع خروج الفدائيين والأموال
من سوريا، والهدف الثاني لمنع خروج الفدائيين من فلسطين الذين كانوا
يخرجون إلى سوريا عندما يشتد الخناق عليهم.ويقول الدكتور مصطفى قبها، باحث ومحاضر في التاريخ والإعلام في جامعة بئر
السبع في الأراضي المحتلة عام 1948م، إن سوريا كان لها دورها في شتي مراحل
الثورة الفلسطينية، فخلال مرحلة الإضراب التي امتدت من أبريل/نيسان حتى
أكتوبر/تشرين الأول عام 1936 شارك في الثورة متطوعون عرب بقيادة السوري
فوزي القاوقجي؛ حيث شاركوا هؤلاء في المعارك ضد البريطانيين واستشهد منهم
الكثيرون، ومن أهمهم سعيد العاص الذي استشهد في معركة الخضر.وأضاف قبها أنه في مرحلة مدّ الثورة كانت دمشق قاعدة رئيسة للجنة الجهاد
المركزية التي تدير أمور الثورة، فكانت موقعًا للإمداد، وفي ذلك الوقت كان
القائد السوري "محمد الأشمر" حلقة وصلٍ لتوفير الذخيرة.
الفلسطينيين أن أحداث الجزء الرابع من مسلسل "باب الحارة"، الذي يُعرض على
قناة MBC1، استندت إلى حقائق تاريخية مهمة خاصة فيما يتعلق بدعم السوريين
للثورة الفلسطينية الكبرى في ثلاثينيات القرن الماضي، مؤكدين أن المسلسل
يرصد بدقة طبيعة العلاقات الوطيدة بين "أهل الشام" والفدائيين الفلسطينيين
آنذاك.وشهدت الحلقات التي عرضت من مسلسل "باب الحارة" تصاعد وتيرة دعم الحارات
السورية سرًا للثوار الفلسطينيين بالسلاح والعتاد، وتجلّي ذلك في قدوم
اثنين من الفدائيين من فلسطين إلى "حارة الضبع" لمقابلة "أبو شهاب" طلبًا
للسلاح، إلا أن اختفاءه جعلهم يلجأون لمختار حارة "الماوي" "أبو صيّاح"
الذي أبدى استعداده لتقديم المدد لهم في حال توفرت الذخيرة.من جانبه، أعرب المؤرخ الدكتور تيسير جبارة في رام الله عن سعادته بأن
تهتم الدراما السورية على غرار "باب الحارة" بإبراز دور المقاومة في حقبٍ
مختلفة من الزمن وتعاون العرب مع بعضهم آنذاك من أجل دحر المحتل، مضيفًا:
"إبّان الثورة الكبرى تردد الفلسطينيون عدة مرات على سوريا طالبين الأسلحة
التي كانوا يأخذونها سرًا بأسعار خاصة، وكانوا يجتازون في ذلك الحدود سرًا
رغم أنف العدو".وأضاف لموقع mbc.net أنه التقى عددًا من رواد الحركة الفلسطينية في زمن
الانتداب البريطاني، ومنهم: محمد عزات دروزة وأكرم زعيتر، اللذان أكدا
بدورهما أنه بالفعل كانت تتم هناك اتصالات سرية فلسطينية سورية ووفقها يتم
المدد بمختلف أشكاله، موضحًا أن الإنجليز عندما ضاقوا ذرعًا بهذا التواصل
بين المقاومة الفلسطينية والسوريين وضعوا أسلاكًا شائكة فاصلة، فما كان من
الثوار إلا أن قطعوا هذه الأسلاك وباعوها في دمشق، وذلك ليشتروا أسلحةً
بثمنها.
انتدابان.. والاحتلال واحد
بدوره،
قال الدكتور زكريا السنوار أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة
الإسلامية بغزة إن الحديث في المسلسل يدور حول فترة الثورة الفلسطينية
الكبرى بين عامي 1936- 1939، حيث يبرز قاسم مشترك بين كل من الشعب السوري
والفلسطيني وهو "الاحتلال"، ذلك أن الفلسطينيين كانوا في ذلك الوقت تحت
حكم الانتداب البريطاني، بينما سوريا كانت تحت الانتداب الفرنوأضاف السنوار أنه نظرًا لمكانة فلسطين القديمة في الصراع وأهميتها عند
المسلمين وجدنا أن أهالي سوريا كانوا يقفون بجانب الفلسطينيين، وليس أدل
على عراقة هذه العلاقات الوطيدة من أن الشيخ عز الدين القسام "مركز
الإلهام" كان سوريًّا؛ حيث يسجل بأنه من أبرز القيادات في التاريخ
الفلسطيني الحديث.وعن الإجراءات التي اتخذها الإنجليز لمنع التواصل بين "الشام" والثوار قال
السنوار إنه في عام 1938 وصل جنرالٌ بريطاني اسمه "تيجارت" على فلسطين
واقترح أن يتم وضع جدار يفصل الحدود الشمالية بين فلسطين ولبنان وشرق
الأردن وسوريا، وبالفعل وضع هذا الجدار وكان عبارة عن أسلاك شائكة
ومكهربة، وأبراج مراقبة، وذلك لهدفين؛ الأول منع خروج الفدائيين والأموال
من سوريا، والهدف الثاني لمنع خروج الفدائيين من فلسطين الذين كانوا
يخرجون إلى سوريا عندما يشتد الخناق عليهم.ويقول الدكتور مصطفى قبها، باحث ومحاضر في التاريخ والإعلام في جامعة بئر
السبع في الأراضي المحتلة عام 1948م، إن سوريا كان لها دورها في شتي مراحل
الثورة الفلسطينية، فخلال مرحلة الإضراب التي امتدت من أبريل/نيسان حتى
أكتوبر/تشرين الأول عام 1936 شارك في الثورة متطوعون عرب بقيادة السوري
فوزي القاوقجي؛ حيث شاركوا هؤلاء في المعارك ضد البريطانيين واستشهد منهم
الكثيرون، ومن أهمهم سعيد العاص الذي استشهد في معركة الخضر.وأضاف قبها أنه في مرحلة مدّ الثورة كانت دمشق قاعدة رئيسة للجنة الجهاد
المركزية التي تدير أمور الثورة، فكانت موقعًا للإمداد، وفي ذلك الوقت كان
القائد السوري "محمد الأشمر" حلقة وصلٍ لتوفير الذخيرة.