الشاي والحب..أح
<بقلم أمل المرزوق صحفيه بحرينيه
كانت والدتي تحذرني من "إستكانة" الشاي الحارة بقولها "أموول .. أح!"
وكنت أراقص عيني بين والدتي والإستكانة لأوهمها –والدتي- بأنني فهمت التحذير.
تفهمني والدتي وتقول بصوت أكثر حدة من السابق "قلت لج أح !".
تغيب والدتي عن مراقبتي لوهلة ، وهلة واحدة فقط
وأغمس أصابعي في استكانة الشاي الحار لأحرقها :
أبكي .. وأبكي ، وتهرع والدتي لتسعفني بوضعها لمكعبات الثلج على أصابعي لتبعد الحرقة
وهي تصرخ "ما قلت لك أح؟ ليش تدخلين أصابعك في الشاي؟".
لا أملك الإجابة منذ طفولتي تلك وحتى اليوم وأنا أبلغ الواحدة والعشرين،
لماذا وضعت أصابعي في تلك الإستكانة؟
هل هو استكشاف طفلة؟ أم ضرب من ضروب العناد؟ أم هو غباء في فهم معلومة تفيد بأن الشاي حار؟
اليوم : وبكل قدراتي العقلية أعلم علم اليقين بأن (الحب) أح!
وأن علي ألا أطرق بابه لئلا يؤلمني جوابه
ولكنني ولأسباب أجهلها كجهلي في غمس أصابعي .. ما زلت أتحرك نحوه:
بخطى ثابتة، مشاعر مرهفة ، وآمال كبيرة
مرعب ذلك الحب وكأنه طبيب بثيابه الخضراء يود دخول غرفة العمليات على عجل!
وكأن قلبي هو المعني في تلك العملية
إلا أن مشرط الجراح هذه المرة هو إصبعي ، أقصد نفسي التي جرت ذاتها نحو ذلك المدعو حباً .
أتحرك نحوه لأغمس روحي في إستكانة رجل
يتاطير منها الدخان،
هل سأبكي؟
من سيسعفني هذه المرة؟
كيف سيكون شكل الثلج يا ترى؟
تباً لـ (أموول) .. التي لم تعرف بعد أكثر من عشرين عاماً معنى (أح)!
** أح : مفردة تستخدمها الأمهات لأطفالهن الصغار كنوع من الإنذار بخطورة وخطأ ما يفعلون
<بقلم أمل المرزوق صحفيه بحرينيه
كانت والدتي تحذرني من "إستكانة" الشاي الحارة بقولها "أموول .. أح!"
وكنت أراقص عيني بين والدتي والإستكانة لأوهمها –والدتي- بأنني فهمت التحذير.
تفهمني والدتي وتقول بصوت أكثر حدة من السابق "قلت لج أح !".
تغيب والدتي عن مراقبتي لوهلة ، وهلة واحدة فقط
وأغمس أصابعي في استكانة الشاي الحار لأحرقها :
أبكي .. وأبكي ، وتهرع والدتي لتسعفني بوضعها لمكعبات الثلج على أصابعي لتبعد الحرقة
وهي تصرخ "ما قلت لك أح؟ ليش تدخلين أصابعك في الشاي؟".
لا أملك الإجابة منذ طفولتي تلك وحتى اليوم وأنا أبلغ الواحدة والعشرين،
لماذا وضعت أصابعي في تلك الإستكانة؟
هل هو استكشاف طفلة؟ أم ضرب من ضروب العناد؟ أم هو غباء في فهم معلومة تفيد بأن الشاي حار؟
اليوم : وبكل قدراتي العقلية أعلم علم اليقين بأن (الحب) أح!
وأن علي ألا أطرق بابه لئلا يؤلمني جوابه
ولكنني ولأسباب أجهلها كجهلي في غمس أصابعي .. ما زلت أتحرك نحوه:
بخطى ثابتة، مشاعر مرهفة ، وآمال كبيرة
مرعب ذلك الحب وكأنه طبيب بثيابه الخضراء يود دخول غرفة العمليات على عجل!
وكأن قلبي هو المعني في تلك العملية
إلا أن مشرط الجراح هذه المرة هو إصبعي ، أقصد نفسي التي جرت ذاتها نحو ذلك المدعو حباً .
أتحرك نحوه لأغمس روحي في إستكانة رجل
يتاطير منها الدخان،
هل سأبكي؟
من سيسعفني هذه المرة؟
كيف سيكون شكل الثلج يا ترى؟
تباً لـ (أموول) .. التي لم تعرف بعد أكثر من عشرين عاماً معنى (أح)!
** أح : مفردة تستخدمها الأمهات لأطفالهن الصغار كنوع من الإنذار بخطورة وخطأ ما يفعلون